الأربعاء، 9 فبراير 2011

وداعا كوكبنا الجميل

"وداعا كوكبنا الجميل"..القصة الكاملة...بقلمي
قصة من الخيال العلمي أتمنى أن تنال رضاكم ...
"كوكبنا الأرض مهدد بمجموعة من الفيروسات، هي في الغالب من صنع الإنسان، لهذا كان لزاماً علينا  إيجاد مكان أخر آمن للعيش فيه..."
بهذه الكلمات لستيفن هوكينغ عالم الفيزياء النظرية تبتدء قصتي..فإليكم الأطوار...
                                                                       
                               

في مدينة الأحلام مدينة العلم والمعرفة ، مدينةٌ الكل منهمك لإيجاد حل للتخلص من التلوث الذي طال جميع أرجاء المكان، الشيء الذي نجم عنه إنتشارٌ سريع لأمراض عديدة و خطيرة كما أدى إلى تفاقم حدة العدوانية و الشرّ بين الناس، في هذه المدينة المثالية الكل مستعد لإنفاق ماله و مد مساعدته والتضحية بوقته شريطة إيجاد كوكب آخر تتوفر فيه ولو أبسط ظروف الحياة، المهم أن يكون خالياً من التلوث الذي مثله مثل الدودة التي تنخر هيكل الجمال الطبيعي بشكل دائم دون فتور..
         و يستمر الوضع تأزماً دون تغيير، وفي يوم من أيام الأسبوع الذي أتذكره جيداً إنه يوم "صدى الشعب" الذي يقابله عندنا يوم الجمعة، في هذا اليوم يجتمع الشعب كلّه و ينوب عنهم شخص قد إختاروه مسبقاً بإقتراع مباشر غير أن إقتراعهم غير إقتراعنا  فنحن نلجأ إلى استعمال أوراق و صناديق و رموز و حراسة و غيره، لكن عندهم الأمر بسيطٌ جداً الإقتراع مباشر و جهراً كما أنه في الغالب يكون الناتج هو أغلبية الشعب الذين يُجمِعون على شخصٍ واحد الذي كان هو السيد "هونيت"، سيدٌ نزيه و يُقدّر المسؤولية الملقاة على عاتقه جيداً..                 

في صباحِ يوم "صدى الشعب" تُشلُّ الحركة، يتوقف النشاط و الكلّ يتجه صوب المنصة المخصصة للحدث كالمعتاد، الشيوخ، النساء، الأطفال و الشباب الكلّ حجّ إلى المكان لإنتظار سماع إقتراح السيد "هونيت" خاصةً و أنه قد أخبرهم سابقاً بأنه يحمل في مخيلته الجديد الذي قد يجلب لهم السعادة و يساعدهم على نيل مبتغاهم، إقترب الوقت و أوشكت "ساعة الوسط" التي تقابل عندنا منتصف النهار ، عمّ الصمت، الكلّ لزم مكانه دون حركة، السكون التام، يصعد الأن السيد "هونيت" للمنصة، يقف في مواجهة الجمهور و هو يرتدي سروالا و قميصاً لونهما أبيض حالهم حال لون شعره الذي نال منه الشيب كما أن كبر السن أثّر على نظره الشيء الذي جعله يدئب على وضع نظارات لتحسين جودة بصره، وجهه تغزوه بعض التجاعيد لكنه حسن المظهر، بشوش، يحب الخير للناس جميعا و همه الشاغل هو البحث عن مكان آخر للعيش فيه لتجنب الخطر الذي يهدد كوكبنا الجميل...

ألقى السيد "هونيت" نظرةً إلى الجمهور فتأثر كثيراً و إمتلأت عيناه بالدموع، فهل هي دموع الفرح لحضور هذا العدد الكبير من الشعب أم أنها دموع خبر سيء قد يودي بحياة كوكبنا و بالتالي حياة الجميع فبقائنا رهين ببقاء كوكبنا؟.؟.، إجتاحت حالة من الرعب و خيّم الهلع في قلوب الشعب و عشش الخوف في نفوس الجماهير، شيوخاً كانوا جالسين جراء العياء وقفوا دون شعور بالألم الكل يترقب عن قرب لمعرفة "الجديد الملغز"...

"يا أهل مدينة الأحلام إليكم الجديد الحتمي..."، هكذا قال الدكتور هونيت و توقف للحظة ثم أردف قائلاً : " كما تعلمون جميعاً وكما أخبرتكم في المرة السابقة بأنني قد بعثت سابقاً برسالةٍ لممثل الكواكب الأخرى نلتمس فيها اللجوء للعيش في أحد كواكبهم، وهاهو الجواب الذي وصلني منذ ساعات..." وبهذه الكلمات إشتدت الأعصاب وإرتبك الجميع و كأن الشعب كلّه قد إجتاز إمتحان وينتظر نتيجته..وأضاف السيد هونيت قائلاً: "الجواب هو رفض قطعي وكلّي للفكرة لأنهم إعتبروننا مصدراً للتلوث وحرصاً منهم على حماية كواكبهم رفضوا إستقبالنا..." بهذه الكلمات عمّ الحزن المكان، نساء وشيوخ ذرفوا دموعاً لأنهم لم يتحملوا صعوبة الموقف، الحسرى تغزو الوجوه و الخوف ينتاب القلوب...

  هذا هو جزاء ونتيجة تهاوننا و تخاذلنا و عدم إحساسنا بالمسؤولية فقد إعتبرونا مصدراً للتلوث فاستغربنا ولِما الإستغراب إن أخبرتكم بأن أفعالنا السيئة و إنعدام الغيرة في قلوبنا تجاه كوكبنا كافيان لتأكيد إعتبارهم، فقديماً كان الإنسان رمزاً للحياة والأمان و خير دليل كون المسافر كان يلجأ دائما إلى منزل قريب أو يلتمس ليلاً شعلة نار يدرك بها وجود إنسان ما قد يمده بالطعام و يؤمن له المبيت في أمن و سلام لكن اليوم يختلف الوضع، فأصبح المسافر يتجنب و يبتعد عن أي مكان يشم فيه رائحة إنسان خوفاً من أن يعترض سبيله أو يضع حداً لحياته..فكيف كنا و كيف أصبحنا.؟.
 لكن قد حان الوقت للتغيير و الكلّ مدعو بأن يبتدأ بتغيير نفسه من الأن..عسانا ننقذ هذا الكوكب الجميل و بالتالي ننقذ أنفسنا...النهاية.

                                              هدفي "تبادل الأفكار" دون نسيان الإطار "الأخوة"